(هل الله محب 100٪؟ إذا كان كذلك، فكيف يكره هؤلاء الناس؟)
كتب الرسول يوحنا هذه الكلمات بوحي من الله:
"ومَنْ لا يُحِبُّ لَمْ يَعرِفِ اللهَ، لأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ" (1 يوحنا 4: 8)
إله الكتاب المقدس هو إله محبة. لا يمكننا أن نعرف أو نفهم المحبة الحقيقية بدون أن يكون الله في قلوبنا.
ولكن هل تعلم أن الله أحبك قبل أن تحبه أو تعرفه؟
"ولكن اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا" (رومية 5: 8)
إن كلمة "بيّن" تعني ببساطة "برهن".
” ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ" تعني ببساطة،
”ونحن لازلنا غير مستحقين" ... "لازلنا غير طائعين" ... "لازلنا غير مؤمنين" ... "لازلنا نعيش في خطايانا"
بطبيعة الحال، نحن لا نحب ، كما الله. لكن الله محبة.
وهو يعطي الأمل لأولئك الذين لا يزالون في الخطيئة.
"إنْ قالَ أحَدٌ: «إنّي أُحِبُّ اللهَ» وأبغَضَ أخاهُ، فهو كاذِبٌ. لأنَّ مَنْ لا يُحِبُّ أخاهُ الّذي أبصَرَهُ، كيفَ يَقدِرُ أنْ يُحِبَّ اللهَ الّذي لَمْ يُبصِرهُ؟" (1 يوحنا 4: 20)
إليكم ما يسد الفجوة بين إله محب ورجل يعيش في كراهية: لقد أحبك الله قبل أن تحبه أنت.
هل تعرف قصة يونان (النبي يونس)؟
كان يونان رجلاً يكره الكثيرين دعاه الله ليقوم بعمل من شأنه أن ينقذ العديد من الناس من الكراهية- مثله- ومن خطاياهم. عاشوا في مدينة كبيرة جدا تسمى نينوى.
لم يرغب يونان في مساعدة هؤلاء الناس لأنهم كانوا أشرارًا. لم يشعر أن الناس الذين يكرهون الله يستحقون أن يخلصوا من خطاياهم، لأنهم لم يعبدوا الله "بصفاء القلب" كما فعل هو ( رغم أنه لم يكن كذلك أيضا!). فهرب من الله، حتى أُلقي من سفينة صيد، وابتلعه حوت. داخل الحوت، صلى إلى الله، ووعد بأن يطيع ويذهب إلى هؤلاء الناس الغير مستحقين.
كان يونان يكرز في نينوى- وهي مدينة شريرة للغاية، وكان الله على وشك أن يدينها عليها بسبب الخطيئة والكراهية التي فيها. ومع ذلك، فقد اهتم الله بالنفوس في نينوى بما يكفي ليرسل إليهم نبيّا يشاركهم الحق الإلهي.
وبعبارة أخرى، أحب الله أهل نينوى قبل أن يحبوه.
أخبار سارة! تابت المدينة، ورجعت إلى الله. لم تأت الدينونة. ولكن لاحظ هذا الأمر، الذي كان أيضًا جزء من رسالة كتاب يونان:
يونان 4: 1 ”فغَمَّ ذلكَ يونانَ غَمًّا شَديدًا، فاغتاظَ.“
لم يكن يونان طاهرًا كما كان يعتقد. أراد يونان العدل ضد أهل نينوى!
يونان 4: 2 ”وصَلَّى إلَى الرَّبِّ وقالَ: «آهِ يا رَبُّ، أليس هذا كلامي إذ كُنتُ بَعدُ في أرضي؟ لذلكَ بادَرتُ إلَى الهَرَبِ إلَى ترشيشَ، لأنّي عَلِمتُ أنَّكَ إلهٌ رَؤوفٌ ورحيمٌ بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الرَّحمَةِ ونادِمٌ علَى الشَّرِّ.“
حقيقة أن الله محبة أصبحت كمينا ليوحنا. كمينا صنعه يونان لنفسه.
يونان 4: 3 ”فالآنَ يا رَبُّ، خُذْ نَفسي مِنّي، لأنَّ موتي خَيرٌ مِنْ حَياتي».“
يونان 4: 4 ”فقالَ الرَّبُّ: «هل اغتَظتَ بالصَّوابِ؟».“
يونان 4: 5 ”وخرجَ يونانُ مِنَ المدينةِ وجَلَسَ شَرقيَّ المدينةِ، وصَنَعَ لنَفسِهِ هناكَ مَظَلَّةً وجَلَسَ تحتَها في الظِّلِّ، حتَّى يَرَى ماذا يَحدُثُ في المدينةِ.“
لقد وفر الله نبتة مورقة كبيرة ليونان. وبينما كان يتمتع بعطية الظل تحت هذه النبتة الكبيرة، جلس يونان ونظر إلى نينوى بأمل قاسي أن يغير الله رأيه، ويدمر هذه المدينة الغير مستحقّة. ولكن بدلاً من ذلك، حدث شيء آخر...
يونان 4: 6 ”فأعَدَّ الرَّبُّ الإلهُ يَقطينَةً فارتَفَعَتْ فوقَ يونانَ لتَكونَ ظِلًّا علَى رأسِهِ، لكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. ففَرِحَ يونانُ مِنْ أجلِ اليَقطينَةِ فرَحًا عظيمًا.“
يونان 4: 7 ”ثُمَّ أعَدَّ اللهُ دودَةً عِندَ طُلوعِ الفَجرِ في الغَدِ، فضَرَبَتِ اليَقطينَةَ فيَبِسَتْ.“
يونان 4: 8 ”وحَدَثَ عِندَ طُلوعِ الشَّمسِ أنَّ اللهَ أعَدَّ ريحًا شَرقيَّةً حارَّةً، فضَرَبَتِ الشَّمسُ علَى رأسِ يونانَ فذَبُلَ. فطَلَبَ لنَفسِهِ الموتَ، وقالَ: «موتي خَيرٌ مِنْ حَياتي». ”
يونان 4: 9 ”فقالَ اللهُ ليونانَ: «هل اغتَظتَ بالصَّوابِ مِنْ أجلِ اليَقطينَةِ؟» فقالَ: «اغتَظتُ بالصَّوابِ حتَّى الموتِ».“
يمكن لهذا النبات ذو الظل أن يمثل رحمة الله فوق الخطاة الذين لا يستحقون... ويمكن أن تمثّل الدودة شخص يونان الذي يريد أن بدمر هذه المدينة... رجال ونساء وأطفال. الناس الذين لم يقدروا الله كما فعل يونان.
صلاح الله- محبة الله- جلب قلوب التائبين إلى مدينة ذابت تحت صوت نبي الله. وضع الله كلمته في فم يونان... لكن يونان غاب عن الرسالة التي جعله الله يكرز بها! كان يونام متدينّا ... لكنه خسر.
الله محبة. إن طبيعة الله نقية للغاية، فقد بذل جهودًا كبيرة لإعداد درس واضح جدًا ومتواضع جدًا، لدرجة أن الكثيرين في العالم يعتبرون مثل هذا التصرف تجديفًا. تحت فكر الله!
أن تأخذ شكلًا بشريًا كدرس لناس خطاة- ناس كرهوه- ويظهر محبة غنيّة جدًا، نقيّة جدًا، ستجذب إليه مئات الملايين. ليس من الخوف ... بل من محبة،
ظاهرة،
واضحة.
إلهية.
كاملة.
يسوع المسيح كان هو الله الذي جاء في الجسد-
(سيقول الكثيرون هذا "مستحيل"، "الله لم يكن له ابن!)
ومات على الصليب-
(سيقول الكثيرون هذا ”مستحيل"، "كان النبي لا يستحق الموت! لقد مات يهوذا الإسخريوطي مكانه!")
وأصبح تضحية من أجل خطايانا، قام من بين الأموات- حتى نكون على ثقة بهويته الحقيقية-
(سيقول الكثيرون هذا "مستحيل" لا يمكن أن يكون هو الله!")
إن رسالة الله، والمبادئ في تلك الرسائل، هي من أجلنا!
لقد غمرت رحمة الله يونان. هؤلاء المذنبون في نينوى يستحقون القدر القاسي! لكن لاحظ ما قاله الله ليونان، الذي هو مغمور الآن في غضبه:
يونان 4: 11 ”أفَلا أشفَقُ أنا علَى نينَوَى المدينةِ العظيمَةِ الّتي يوجَدُ فيها أكثَرُ مِنِ اثنَتَيْ عشَرَةَ رِبوَةً مِنَ النّاسِ الّذينَ لا يَعرِفونَ يَمينَهُمْ مِنْ شِمالِهِمْ، وبَهائمُ كثيرَةٌ؟».“
"يونان، حتى لو كنت لا تستطيع أن ترحم الكبار الأشرار في هذه المدينة (أنا أستطيع) ... ألا يمكنك أن ترحم 120.000 طفل بريء ... وماشية التي لا تستطيع أن تخطئ؟"
وهناك تنتهي القصة… ولكن هنا تبدأ قصتك.
مات يسوع المسيح على الصليب كذبيحة للعالم بأسره.
عرف يسوع أنه كان (ولا يزال) مكروهًا. قال المسيح،
”لا يَقدِرُ العالَمُ أنْ يُبغِضَكُمْ، ولكنهُ يُبغِضُني أنا، لأنّي أشهَدُ علَيهِ أنَّ أعمالهُ شِرّيرَةٌ.“ يوحنا 7: 7
صديقي، رغبتنا هي أن تعرف الله هو محبة، وأن تفهم: لا يمكن لله أن يكره. الله يكره الخطيئة ولكنه يحب الخطاة. إنه يحبهم كثيرًا، حتى أنه جاء إلى الإنسان. حتى الإنسان الخاطئ. كلنا نحتاج أن يجيء الله إلينا؟
في كثير من الأحيان ... حتى الأشخاص المحبوبون سيكرهون هذه الرسالة. هل كرهت هذه الرسالة؟ يرجى مراجعة هذا الرابط، الذي يشرح طريق الوصول إلى الجنة من لاأنبياء:
يحتوي الكتاب المقدس على 66 كتابًا متكاملا. تعرف على الله الذي هو محبة واطلب نسختك المجانية اليوم!
Comments