في الصورة، ببساطة شديدة، نجد ورقة واحدة لنبات -لا شيء أكثر ولا أقل. على الساق نجد ثلاث أوراق مختلفة على شكل قلب، ولا واحد أكبر أو أفضل من الآخر .... هم في توازن مثالي. في سفر التكوين من الكتاب المقدس، قدّم الله نفسه أيضًا ككيان واحد له جوانب متعددة. إنه فوق كل الخليقة، ويستخدم خليقته لإعطاء عقولنا البسيطة فهمًا. على وجه التحديد، في سفر التكوين 1: 26، قدّمنا النبي موسى إلى "إلوهيم“، الخالق سبحانه وتعالى، والذي يقول: “نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا…“ ونظرًا لعدم مشاركة أي ملاك صورة الله ... كان الله يتكلم بصراحة عن نفسه.
يؤمن المسيحيون بالله الواحد الأحد الذي لا إله غيره ولا شريك له. إذاً، إن فكرة التوحيد لم تعد محط نقاش من جهة إيماننا بالله الواحد، لأنه لا يمكن لله إلا أن يكون إلها واحدا فقط وجميع الآلهة الأخرى باطلة، كما ذكر في الإنجيل: “الله واحد و ليس أخر سواه“ (مرقس32:12).
يخبرنا الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد أن الله واحد، لا إله إلا هو. ومجرد ذكر اسم "الله" بـ (ال التعريف) دليل على وحدانيته. إدن إنّ وحدانية الله مبدأ أساسي في التوراة و الإنجيل:
1. العهدالقديم (التوراة؛والزابوروكتبالأنبياء): ”…الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4؛ 4: 35، 39؛ 32: 39)؛ "اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي" (تثنية 32: 39 a؛ خروج 20: 3؛ صَمُوئِيلَ الثَّانِي 7: 22؛ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 8: 60)؛ "أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ" (مزامير 86: 10 b؛ ملاخي 2: 10)؛ "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي" (إشعياء 44: 6، 8)؛ "اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ" (إشعياء 45: 22، 5-6، 18، 21؛ 46: 9). "قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ" (إشعياء 43: 10-11).
2. العهدالجديد (الإنجيل): "اللهَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 30 a؛ تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى 2: 5)؛ "نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدا" (1 كورنثوس 8: 4 b)؛ "اللهَ وَاحِدٌ" (غلاطية 3: 20 b؛ تَسَالُونِيكِي الأُولَى 1: 9؛ يعقوب 2: 19؛ أفسس 4: 6؛ يهوذا 25).
لكن الله يعلن عن نفسه لنا في ثلاثة أقانيم. فمبدأ الثالوث لايتناقض مع وحدانية الله، بل يكمّل صيرورة الوحي و إعلان الله عن ذاته لنا، فكر في الأمر قليلا، كيف يمكن أن يكون هذا؟ هذه الحقيقة هي حقيقة إلهية معلنة من خلال الأنبياء وكشف عنها الله بوضوح أكثر في شخص المسيح.
يكشف لنا الوحي في الكتاب المقدس (الإنجيل و كتب الأنبياء) هذا المبدأ دون انتهاك وحدانية الله جل جلاله، فلن نفهم تمامًا و كليّا تعقيد الله، لكننا نستطيع أن نفهم مبادئه، فالله يريد أن يقترب منا، ولا يريد أن يُخف نفسه في سرية تامة.
في الختام، يصر الكتاب المقدس (الإنجيل و كتب الأنبياء) على أن الله واحد في الوجود، ويقدّم نفسه كواحد في ثلاثة أقانيم. مرة أخرى فكّر في الأمر قليلا…كيف يكون هذا؟
بل و مبدأ إيماني لايمكن إنكاره، فكل من يتوجّه نحو الله متّبعا تعاليم السيد المسيح و الأنبياء يجب أي يؤمن و يثق بوحدانية الله الجوهرية. ببساطة، الكينونة هي الميزة التي تمّيز ماهية الشيء أو الشخص (على سبيل المثال، حمزة هو رجل). وفي الوقت نفسه، شخص هي الميزة التي تميّز من هو الشيء أو الشخص (هذا الرجل هو حمزة). لا تتعارض الفكرتان بل كلاهما صحيح. هذا الحق هو حقيقة كينونة الله التي بشّر بها الأنبياء و أعلنها الله بشكل أوضح في شخص المسيح.
أكتب لنا لو لديك أي إستفسار أو غموض حول الموضوع، و معا نبحث في كلمة الله الغنية، فالله يريد منّا أن نتعرّف عليه و نتعمّق في كلمته. المزيد عن هذه الحقيقة الحيوية في المقال القادم.
Comments